يُعرف التهاب الأذن الوسطى بأنه من الالتهابات شائعة الحدوث ما بين الأطفال والبالغين على حد سواء، ولكنه منتشر ما بين الأطفال بصورة أكبر، ويتمثل المرض بإصابة البطانة الداخلية للأذن الوسطى التي تقع خلف طبلة الأذن وتحتوي على العظمات الثلاث، أما عن مسبب الإصابة فليس هنالك تحديد أكيد إذا ما كان فيروس أو بكتيريا أو يمكن أن يكون أي منهما ولكن تم تحديد بعض أنواع البكتيريا المرافقة للإصابة ومن بينها: الهوائية المكورة سالبة جرام، والمستديمة النزلية، والعقدية الرئوية، والعقديات من المجموعة أ.
على الرغم من كون التهاب الأذن الوسطى من الأمراض الشائعة والذي قد يُشفى من تلقاء نفسه أو من خلال السيطرة على الأعراض الجانبية المرافقة له والألم، إلا أنه يوصى دائماً بمحاولة الوقاية منه أو الحصول على العلاج في أسرع وقت لتجنب تكرار الإصابة، وذلك لإن الإصابة المتكررة بالتهاب الأذن قد ينجم عنها بعض المخاطر من بينها:
- انتشار العدوى غير المعالجة أو التي لم تستجب للعلاج إلى أنسجة أخرى، كوصولها للعظم البارز خلف الأذن المعروف باسم الخشاء وإصابته بالتهاب الخشاء الذي قد يؤدي أيضاً لحدوث تلف بالعظم، وقد تنتج إصابة خطيرة بالتهاب الأنسجة المحيطة بالمخ كالتهاب السحايا وغيره من الأنسجة في الجمجمة في حالات نادرة.
- قد تتسبب الإصابة المتكررة بالتهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال في حدوث ضعف سمع دائم أو مؤقت نتيجة حدوث ثقب في الأذن أو تراكم الصديد والسوائل بسبب الالتهاب، وبالتالي سيؤثر ذلك على تطور مهاراتهم الاجتماعية فيتأخرون في النطق والنمو وتتراجع مهارات التواصل لديهم.
- في بعض الحالات تتعرض طبلة الأذن للتمزق، وعادة ما تُشفى تمزقات الأذن خلال 72 ساعة، وفيما عدا ذلك قد يكون الأمر أكثر حدة ويتطلب التدخل الجراحي.